ثاني أكبر منتج للنفط في أفريقيا يغادر الكارتل وسط خلاف حول أهداف الإنتاج، وفق ما ذكرته “فاينانشال تايمز“
“السعودية اليوم” ينشر نص الترجمة:
بقلم توم ويلسون ولوكانيو مياندا وديفيد بيلينج
أعلنت أنغولا، ثاني أكبر منتج للنفط في أفريقيا، أنها ستغادر منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) بعد خلافات بشأن أهداف الإنتاج الخاصة بها، مما وجه ضربة للكارتل الذي ترأسه السعودية.
جاء هذا القرار بعد أن قامت مجموعة المنتجين بتخفيض هدف إنتاج النفط الأنغولي في الشهر الماضي كجزء من سلسلة التخفيضات التي تقوده السعودية لدعم أسعار النفط.
وانخفضت أسعار برنت، معيار النفط الخام الدولي، بنسبة 1.8 ٪ إلى 78.26 دولار للبرميل يوم الخميس، في حين انخفض مؤشر ويست تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 2.1 بالمئة إلى 72.69 دولار للبرميل.
وقد انضمت أنغولا إلى أوبك في عام 2007، ولكنها اصطدمت بالسعودية في الاجتماعات الأخيرة بسبب محاولات خفض خط الأساس الإنتاجي لها – وهو المستوى الذي يتم من خلاله حساب حصة كل عضو من الإنتاج – ليعكس تراجع قدرات الإنتاج في البلاد.
في يونيو الماضي خرجت أنغولا من اجتماع أوبك، ولكنها وافقت في نهاية الطاف – إلى جانب نيجيريا وجمهورية الكونغو – على مراجعة خط الأساس الإنتاجي لها من قبل طرف ثالث مستقل، وبعد هذه المراجعة، تم خفض خطوط الأساس الإنتاجية للدول الثلاث لعام 2024 في اجتماع أوبك الأخير في نوفمبر.
قالت هيليما كروفت، المحللة السابقة في وكالة الاستخبارات المركزية ورئيسة أبحاث السلع في أسواق رأس المال RBC، إن أنغولا لم تتوصل أبداً إلى تفاهم مع اتفاق يونيو، الذي سمح لعضو أوبك الإمارات العربية المتحدة بزيادة خط الأساس الخاص بها لعام 2024 بينما تم خفض خط أساسها.
وقالت “تم زرع بذور هذا الخروج في يونيو”، كما قالت “بالإضافة إلى ذلك، كانت أنغولا واحدة من الأعضاء الأكثر مزاجية، حيث شهدت عدة مغادرات للاجتماعات في السنوات الأخيرة في الأمانة العامة”.
ويُعتبر رحيل أنغولا ضربة لأوبك ولكنه لن يكون له تأثير كبير على قدرة المجموعة على التأثير في السوق، حيث يُمثل إنتاج أنغولا البالغ 1.2 مليون برميل في اليوم حوالي 2 ٪ من إجمالي إنتاج تحالف أوبك+، الذي يضم روسيا أيضًا.
وقالت كروفت: “بالنظر إلى حجم إنتاج البلاد، فإن هذا الخروج لن يؤثر بشكل ملموس على عمليات المجموعة”.
وحذر بيارني شيلدروب، كبير محللي السلع في SEB، من اعتبار خروج أنغولا علامة على مشكلة أكبر مع المجموعة. وأضاف “سيستخدمها المتشائمون دائماً بشأن النفط كذريعة لبيع النفط”، كما قال: “ما يهم حقًا هو روسيا والسعودية، هذا ليس إشارة إلى أن بقية أوبك تتفكك”.
منذ ما يقرب عقد من الزمان تكافح أنغولا في محاولة لعكس اتجاه تراجع إنتاجها النفطي، وأعلن وزير النفط ديامانتينو دي أزيفيدو عن هذا القرار في اجتماع لمجلس الوزراء ووافق عليه الرئيس جواو لورنسو، حسبما أفادت وكالة الأنباء الحكومية يوم الخميس.
وقال أليكس فاينز، رئيس برنامج أفريقيا في معهد تشاتام هاوس للأبحاث، إن أنغولا اتبعت سياسة خارجية انتقائية في عهد لورنسو، الذي تولى الرئاسة في عام 2017، “والخروج من أوبك هو جزء من ذلك”.
وعلى الرغم من العلاقات التاريخية للبلاد مع الاتحاد السوفيتي، إلا أنها كانت أكثر استعدادًا لانتقاد الغزو الروسي لأوكرانيا مقارنةً بدول أفريقية أخرى، وقال المحللون إن لواندا غير راضية عن الاتجاه الذي اتخذته أوبك، والذيتُحدده عادةً السعودية وروسيا، وعن قلة الاهتمام بآراء المنتجين الصغار مثلها.
ذكر ريكاردو سواريس دي أوليفيرا، أستاذ السياسة الأفريقية بجامعة أكسفورد، أن أنغولا أصبحت أقرب إلى الولايات المتحدة في عهد لورنسو، على الرغم من أنه لم يرَ كيف يمكن أن يخدم الخروج من أوبك مصالح واشنطن تلقائيًا.
استضاف الرئيس جو بايدن لورنسو الشهر الماضي وقد التزمت الولايات المتحدة بالاستثمار بأكثر من مليار دولار في البلاد، بما في ذلك 900 مليون دولار في مشروع للطاقة الشمسية يهدف إلى المساعدة في تسريع تنويع اقتصاد البلاد بعيدًا عن النفط.
قال أوليفيرا: “هناك تقارب واضح جدًا بين الولايات المتحدة وأنغولا، لكن يمكنك أن تكون لاعبًا جنوبياً مؤيداً للغرب وتبقى في أوبك”، وأضاف: “إن السير على طول الطريق في اتجاه مؤيد للغرب سيكون أمرًا غير معتاد تمامًا بالنسبة للدول الأفريقية التي تخيط الإبرة بحذر (تسير على توازن بعناية)، ما لم تكن قد عقدت صفقة كبرى مع الأمريكيين”.