منوعات

“آخرها في الكويت”.. ما خطر الزلازل بدول الخليج؟

تشهد منطقة الخليج عاماً بعد آخر زيادة في وقوع الهزات الأرضية؛ نتيجة حصول تغييرات جيولوجية وارتدادات المناطق الزلزالية النشطة، لا سيما تأثيرات النشاط الزلزالي في إيران، الجزء الشرقي من الخليج.

تسجيل الكويت، فجر يوم السبت (4 يونيو 2022)، هزة أرضية عنيفة بحسب ما وصفها سكان البلد الخليجي، حيث بلغت قوتها 5 درجات على مقياس ريختر؛ يؤكد المخاطر التي سبق أن حذر منها متخصصون، الناجمة عن الهزات الأرضية.

وتعتبر الزلازل خطراً جديداً صامتاً قد يمثل مصدر تهديد لشعوب منطقة الشرق الأوسط في المستقبل إن صحّت التوقعات حول نشاط غير منتظم للصفائح التكتونية، وزيادة الانكشاف على مخاطر الزلازل والتصدعات والانهيارات والهزات الأرضية.

يأتي ذلك خاصة بعد تصنيف كل من إيران وتركيا كمنطقتين في الشرق الأوسط نشطتين على مستوى مخاطر الزلازل، وهو ما قد يسبب تداعيات متوسطة وبعيدة المدى على بقية دول المنطقة ودول الخليج.

موقع الخليج  

تقع منطقة الخليج العربي ضمن ما يسمى بالصفيحة العربية، وهي إحدى الصفائح المكوِّنة للقشرة الأرضية، ويحدها من الغرب قاع البحر الأحمر، ومن الجنوب قاع خليج عدن، في حين تمثل جبال زاغروس ومكران في إيران، وجبال طوروس في تركيا، الحدود الشرقية والشمالية لهذه الصفيحة.

ومن الشمال الغربي يحد الصفيحة العربية حد تماسي يسمى صدع البحر الميت؛ الممتد من الطرف الشمالي للبحر الأحمر حتى جبال طوروس في تركيا مروراً بالبحر الميت.

أما من الجنوب الشرقي فهناك حد تماسي آخر يمتد من الطرف الشرقي لخليج عدن حتى الطرف الشرقي لجبال مكران، ويطلق عليه اسم فالق أوينز.

بفعل حركة الصهارة السائلة في الدثار تحت القشرة الأرضية تتحرك الصفيحة العربية باتجاه الشمال الشرقي؛ ما يؤدي إلى اتساع مساحة البحر الأحمر بمعدل 15 ملليمتراً سنوياً، ولهذا يسمى هذا الحد للصفيحة العربية تباعدياً، كما هو الحد الواقع في عمق خليج عدن.

في المقابل يزداد ضغط هذه الصفيحة على الصفيحتين الهندية والتركية، وتحديداً حين تلتقي حدودها بحدودهما في جبال مكران وزاغروس الإيرانية وجبال طوروس التركية، ولذا تسمى هذه الحدود بالتقاربية.

ترتيب دول الخليج

وفقاً لقائمة المناطق الأكثر تعرضاً لهزات أرضية وتأثر بالمناطق الزلزالية النشطة، تأتي سلطنة عُمان أكثر دول الخليج عرضة للهزات الأرضية فيما قطر هي الأقل عرضة لهذه الهزات؛ بحسب المركز العربي للدراسات والبحوث.

سلجت عمان 35 هزة أرضية أغلبها خفيفة خلال العام الماضي فقط، وهي متأثرة بالنشاط الزلزالي في منطقة بندر عباس الإيرانية.

وتوصف مخاطر الزلازل في عُمان بانها معتدلة؛ ما يعني أن هناك فرصة بنسبة 10% لحدوث زلزال يحتمل أن يتسبب في أضرار خلال 50 عاماً المقبلة.

بناءً على هذه المعلومات، يجب مراعاة مخاطر النشاط الزلزالي في جميع مراحل المشروعات المعمارية، خاصة أثناء التصميم والبناء.

وتأتي الإمارات ثانياً في تصنيف أكثر دول الخليج تعرضاً للهزات الأرضية، وصنفت مخاطر الزلازل فيها معتدلة؛ ما يعني أن هناك فرصة بنسبة 10% لحدوث زلزال يحتمل أن يتسبب في أضرار خلال الخمسين عاماً المقبلة.

وسجّلت دولة الامارات 15 هزة أرضية خلال العام الماضي؛ وتتأثر البلاد بالنشاط الزلزالي في منطقة بندر عباس في إيران، ويستمر تقييم المخاطر الزلزالية في الإمارات بين درجة منخفضة إلى متوسطة. 

وتحل الكويت في التصنيف الثالث خليجياً هي الكويت، وتصنف مخاطر الزلازل فيها معتدلة؛ ما يعني أن هناك فرصة بنسبة 10% لحدوث زلزال يحتمل أن يتسبب في أضرار خلال 50 عاماً المقبلة.

وسجّلت الكويت في أغلب محافظاتها 3 هزات أرضية شعر بها السكان خلال العام الماضي، هذا التواتر في الهزات خلال عام واحد لم تشهده الكويت منذ نحو 6 سنوات.

وفي المركز الرابع خليجياً تحل المملكة العربية السعودية، وتصنف مخاطر الزلازل فيها بالمعتدلة؛ ما يعني أن هناك فرصة بنسبة 10% لحدوث زلزال يحتمل أن يتسبب في أضرار خلال الخمسين عاماً المقبلة.

وسجلت السعودية هزتين أرضيتين خلال العام الماضي، وهي متأثرة بالنشاط الزلزالي بمنطقة بوشهر الإيرانية.  

وتأتي البحرين بالمرتبة الخامسة خليجياً في الأكثر عرضة لحدوث زلازل؛ وصنف خطر حدوث زلزال فيها بالمنخفض للغاية؛ ما يعني أن هناك فرصة أقل من 2% فقط لحدوث زلزال يحتمل أن يتسبب في أضرار خلال 50 عاماً المقبلة.

وسجلت البحرين هزة واحدة خلال العام الماضي؛ وهي متأثرة بشكل محدود بالنشاط الزلزالي بمنطقة بوشهر الإيرانية.

وفي المرتبة السادسة والأخيرة خليجياً تحل دولة قطر، ويصنف خطر حدوث زلزال فيها بالمنخفض للغاية أو شبه المنعدم؛ ما يعني أن هناك فرصة أقل من 2% لحدوث زلزال يحتمل أن يتسبب في أضرار خلال 50 عاماً المقبلة.

ولم تسجل قطر أي هزة خلال العام الماضي، وهي متأثرة بشكل محدود بالأنشطة الزلزالية بمنطقة فيروز آباد الإيرانية.

زر الذهاب إلى الأعلى